وكتبت جارية ابن السُّلَمي على كَرْزنها:

الشمس تطلُعُ للمَغيب ولا أرى ... شَوقي إليكَ على الزمان يَغيبُ

وكتبَت بَنان الشاعرة على قَلَنسوةٍ لجاريتها:

إنْ كنتُ خُنتُ ولم أُضمر خيانتكم ... فالله يأخذ ممن خان أو ظلما

سماحةً من مُحِبٍّ خان صاحبه ... ما خان قطّ محبٌّ يَعرف الكَرما

والله لا نظرَتْ عيني إليكَ ولا ... سالت مَساربُها شوقاً إليكَ دما

وقال الجاحظ: رأيتُ نشوان جارية زلزل وعليها عِصابةٌ مكتوبٌ عليها:

عينٌ مُسهَّدةٌ في مائها غرقَت ... يا ليتها ذهبت لو لم تكُن خُلقَت

لم تذهبِ النفسُ إلا عند لحظتها ... ولا بكت بدمٍ إلا لمِا أرِقَت

يا مقلةً سوف أبكيها ويا كَبِداً ... بها أحاطَ الهوى والشوق فاحترقَت

وكان على كَرزَنها:

الحبّ يُعرف في وجوه ذوي الهوى ... باللحظ قبل تَصافُح الأجفان

قال: ورأيتُ على قَلَنسوة تَباريح:

أهلُ الهوى في الأرض تَلقاهُمُ ... يمشون أحياءً كأمواتِ

وكتبت شادنُ جارية خَنَث قيِّمة جواري المأمون على وِقايةٍ تجمع بها ذوائبها:

بيضاء تسحب من قيامٍ فَرعَها ... وتغيب فيه وهو جَثْلٌ أسْحَمُ

فكأنّها فيه نهارٌ مُشرقٌ ... وكأنه ليلٌ عليها مُظلِمُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015