ذبيان، فقال: يا أبا أمامة- هذا لفظ ابن أبى سعد، وقال ابن شبة: يا أبا يمامة، وقال العنزى: يا أبا ثمامة- أجز. قال: وما قلت؟ قال: قلت «6» .

تراك الأرض إمّا متّ خفّا ... وتحيى إن حييت بها ثقيلا

نزلت بمستقرّ العزّ منها.....

أجز. قال: فأكدى والله النابغة أيضا. وأقبل كعب بن زهير وإنه لغلام، فقال له أبوه: أى بنىّ؛ أجز. قال: وما أجيز؟ فقال [19] :

تراك الأرض إما متّ خفّا ... وتحيى إن حييت بها ثقيلا

نزلت بمستقرّ العزّ منها.....

وماذا؟ فقال كعب:

فتمنع جانبيها أن يزولا

قال: فضمّه إليه، وقال: أنت والله ابنى. وقال ابن شبة: أشهد أنك ابنى.

وأخبرنى أبو ذرّ القراطيسى، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبى الدّنيا، قال:

حدثنا أحمد بن المقدام العجلى، قال: حدثنا عمر بن على، قال: حدثنا زكريا مولى الشّعبى، عن الشعبى- أن النابغة الذبيانى قال للنعمان بن المنذر «7» .

تراك الأرض إما مت خفّا ... وتحيى إن حييت بها ثقيلا

فقال النعمان: هذا بيت إن أنت لم تتبعه بما يوضّح معناه كان إلى الهجاء أقرب منه إلى المديح؛ فأراد ذلك النابغة فعسر عليه، فقال: أجّلنى. قال: قد أجّلتك ثلاثا، فإن أنت أتبعته ما يوضّح معناه فلك مائة من العصافير «8» نجائب؛ وإلا فضربة بالسيف أخذت منك ما أخذت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015