به لى. قلنا: هو لك! فأخذ الفرث والدم فطبخه وأكله، ثم خرئه، فشعرك من خرء الجزّار! فقال: هذا رأيك! فو الله لا ذكرته لاحد بعدك! أخبرنى عبيد الله بن الحسن بن شقير النحوى، قال: حدثنا محمد بن موسى البربرى، قال: حدثنا سليمان بن أبى شيخ، قال: حدثنى ابن مناذر، قال: أنشد رجل الفرزدق شعرا له، وقال: كيف تراه؟ قال: أرى أن تردّه على شيطانك لا يمتنّ به عليك! وأخبرنى محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن العباس، عن أبى حاتم السجستانى، قال: أنشد رجل ابن مناذر قصيدة، فجعل يقول: غفر الله لك! غفر الله لك! فلما فرغ قال: ردّها على شيطانك لا يمتنّ بها عليك! أخبرنى الصولى، قال: كان للفرزدق صديق، فقال له: أحبّ أن تسمع شعر ابنى هذا وتعرّفنى كيف هو. فلما أنشده قال له: أيسرّك أن يكشف ابنك هذا سوءته على أهل عرفة ويبول عليهم! قال: لا، والله! قال: ففعله والله لهذا عندى أحسن من أن يقول مثل هذا الشعر! أخبرنى أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة. عن أبيه، قال: سمع أعرابىّ رجلا ينشد شعرا لنفسه، فقال له: كيف تراه؟ فقال: سكّر لا حلاوة له.
حدثنى أحمد بن محمد المكّى، قال: حدثنا أبو العيناء محمد بن القاسم، قال: كان زياد يعطى الشعراء على قدر الشعر؛ فأتاه يوما أبو الأهتم، فأنشده [225] :
معاوية التقىّ السّ ... رىّ أمير المؤمنينا
أعطى ابن جعفر مالا ... فقضى عنه الديونا
فأجزل له العطاء، فقيل له: أتعطى على مثل هذا الشعر؟ قال: نعم! إنّ الشعر كذب وهزل، وأحقّه بالتفضيل أهزله.
أخبرنى ابن دريد، قال: حدثنا أحمد بن عيسى العكلى، عن الزبير عن مصعب بن عثمان بن مصعب بن عروة بن الزبير- وكان من أعلم الناس بقريش- قال: قدم جرير بن عطية على هشام بن عبد الملك، فسمع سهيل بن أبى كثير ينشد:
أبشر يا أمين الله ... أبشر بالدنانير