وإنما كان ينبغى أن يقول: لو عقد لا نعقد من لينه فضلا عن أن يميل، وهو سليم من التقصّف. وأنشد لنفسه يعارض ذلك:
أيها القائل إنى ... خائف أن تتقصّف
ليس هذا الوصف إلّا ... وصف مصلوب مجفّف
اشترك محمود وعلىّ بن الجهم فى معنى قول علىّ وأحسن فيه:
كم من عليل قد تخطّاه الرّدى ... فنجا ومات طبيبه والعوّد
وقول محمود:
وكم من مريض نعاه الطبيب ... إلى نفسه، وتولّى كئيبا
فمات الطبيب، وعاش المريض؛ ... فأضحى إلى الناس ينعى الطبيبا
فأساء فيه؛ لأنه إن كان أخذه من على وجاء به فى بيتين، ومضّغه «11» وصيّره قصصا بقوله: أضحى ينعاه إلى الناس- فقد أخطأ، وإن كان علىّ أخذه منه فقد جاء به فى بيت واحد وأحسن، فصار أحقّ بالمعنى منه. وأخذاه جميعا من قول عدى بن زيد:
وصحيح أضحى يعود مريضا ... وهو أدنى للموت ممّن يعود
أنكر على إسحاق قوله:
ولبس العجاجة والخافقات ... تريك المنا برءوس الأسل