قال الشيخ أبو عبيد الله المرزبانى رحمه الله تعالى: أنشدنيه له أحمد بن محمد بن زياد، عن أبى الغوث وعلى بن هارون عن أبيه وغيرهما.
وقوله:
يا مادح الفتح ويا آمله ... لست امرءا خاب ولا مئن «32» كذب
وقوله «33»
:
ولو أنصف الحسّاد يوما تأمّلوا ... مساعيك «34» هل كانت بغيرك أليقا
وقالوا: لو تتبّع اللحن فى شعره لوجد أكثر من هذا. وقد هجى بذلك؛ وتقدم قول ابن أبى طاهر فيه [201] :
فلما تصفّحت أشعاره ... إذا هو فى شعره قد خرى
ففى بعضها لاحن جاهل ... وفى بعضها سارق مفتر
أخبرنى محمد بن يحيى، قال: حدثنى أحمد بن يزيد المهلبى، قال لى أحمد بن خلاد: لا أعرف أحدا أخبث أصلا وفرعا، ولا أكفر لإحسان من البحترى؛ دخل إلى المستعين بعد قتل أوتامش، وكاتبه شجاع، وإنما أذكرت به، فأنشده «35»
:
لقد نصر الإمام على الأعادى ... وأضحى الملك موطود العماد
وعرّفت الليالى فى شجاع ... وتامش كيف عاقبة الفساد
بدار فى اقتطاع الفىء خاف «36» ... وسعى فى فساد الملك باد
بهضم للخلافة وانتقاص ... وظلم للرعية واضطهاد
أمير المؤمنين اسلم فقدما ... نفيت الغىّ عنّا بالرّشاد
تدارك عدلك الدّنيا فقرّت ... وعمّ نداك آفاق البلاد
فلم يأمر له المستعين بشىء، فما زالت أصفه وأشهد له بقديم الموالاة حتى دفع إليه