قال محمد «36» : وشعر أبى تمام أجود مبتدأ ومتّبعا، وهو أحق بالمعنى «37» .
وقد تبع البحترى شعر أبى تمام، فقال فى هذا المعنى «38» :
وعطاء غيرك إن بذل ... ت عناية فيه عطاؤك
أخبرنا أبو بكر الجرجانى، قال: حدثنا أبو العيناء، قال: أنشد إسحاق الموصلى الأصمعىّ قوله فى غضب المأمون عليه:
يا سرحة الماء قد سدّت موارده ... أما إليك طريق غير مسدود
لحائم حام حتى لا حيام به ... محلأ عن طريق الماء مطرود
فقال الأصمعى: أحسنت فى الشعر، غير أن هذه الحاءات لو اجتمعت فى آية الكرسى لعابتها.
أخبرنى محمد بن يحيى، قال: حدثنى محمد بن موسى البربرى، عن حماد بن إسحاق الموصلى، قال: عيب على أبى قوله:
وأبرح ما يكون الشوق يوما ... إذا دنت الدّيار من الديّار
فعابوا قوله: «يوما» ، فقال لهم: لعمرى إنه حشولا زيادة فيه، ولكن ضعوا مكانه مثله أو أجود منه؛ فاجتمع جماعة ونظروا فلم يجدوا للبيت حشوا أصلح من قوله يوما، إلّا أنّ إسحاق غيّره بعد ذلك فقال:
وكل مسافر يزداد شوقا