فقال من حضر: والله لأنت أجود الثلاثة قولا، وأحسنهم بالشعر علما يا أمير المؤمنين.
وأخبرنى محمد بن أبى الأزهر، قال حدثنا محمد بن يزيد النحوى، قال: لم تجد الرواة ومن يفهم جواهر الكلام لبيت نصيب هذا مذهبا حسنا.
قال: وقد ذكر عبد الملك ذلك لجلسائه فكلّ عابه، فقال عبد الملك: فلو كان إليكم كيف كنتم قائلين؟ فقال رجل منهم: كنت أقول البيت الأوسط الذى آخره:
فواحزنا من ذايهيم بها بعدى
فقال عبد الملك: ما قلت والله أسوأ مما قال. فقيل له: فكيف كنت قائلا يا أمير المؤمنين؟ وذكر باقيه إلى آخره.
حدثنى علىّ بن عبد الرحمن الكاتب، قال: أخبرنى يحيى بن على بن يحيى المنجم، عن أبيه، قال: أنشد النّصيب بن أبى عتيق قوله «14» :
وكدت ولم أخلق من الطير إن بدا ... سنا «15» بارق نحو الحجاز أطير
فقال له ابن أبى عتيق: يابن أم، قل: «غاق» ، فإنك تطير «16» .
أخبرنى الصولى «17» ، قال: حدثنى يحيى بن على، قال: قال أبو جعفر محمد بن موسى المنجّم: كنت أحبّ أن أرى شاعرين فأؤدّب أحدهما- وهو عدى بن الرقاع- لقوله «18» :