عبد الله بن محمد التّوزى، قال: سمعت الأصمعى يقول: ما أقلّ ما تقول العرب الفصحاء: فلانة زوجة فلان؛ إنما يقولون زوج فلان، فقال له السّدرى: أليس قد قال ذو الرّمة «44» :
أذا زوجة بالمصر أم ذا «45» خصومة ... أراك لها بالبصرة العام ثاويا
فقال: إن ذا الرّمة قد أكل البقل والمملوح فى حوانيت البقّالين حتى بشم.
أخبرنى أبو عبد الله الحكيمى، قال: أخبرنا أحمد بن يحيى ثعلب، عن إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنى رفاعة الطّهوى، قال: وقف ذو الرمة على مجلس لبنى طهية فأنشدهم «46» :
ضبرّ «47» رمى روض القذافين متنه ... فأعرف ينبو بالحنّيين تامك «48»
فقال له حبتر بن ضباب: أسمنت فابتعث؛ أى ليس هذا مما توصف به النجائب؛ لأن الرحلة تعجلها عن السمن، وأنشد فى تصديق ذلك:
أهاب بها الحاج النزيع ولم يهب ... بها وسط أرفاض المخاض مهيب «49»
قال: ثم أنشدهم ذو الرمة «50» :
كأننى من هوى خرقاء مطّرف ... دامى الأظلّ بعيد السّأو مهيوم «51»