فقال النمرى: والله ما سوّى بينهما، إنما جعلها الأخطل ينال المزكوم رياحها وجعلها الآخر تستلّ زكامه.
حدثنى محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن أبى سعد الوراق، قال: حدثنا مالك بن غسان بن مسمع المسمعى، قال: حدثنا حسان بن أدهم المازنى- وكان علّامة؛ وأخبرنى الصولى، قال: حدثنا أبو ذكوان، قال: حدثنا الهيثم بن عدىّ، قالا: دخل الشعبى على الأخطل فوجده ثملا من النبيذ وحوله لخالخ «49» ورياحين، فقال له: يا شعبى؛ فعل الأخطل بأمهات الشعراء، ترفث. فقال له الشعبى: بم ذاك يا أبا مالك؟ قال: بقولى «50» :
وتظلّ تنصفنا «51» بها قرويّة ... إبريقها برقاعه ملثوم
فإذا تعاورت الأكفّ زجاجها ... نفحت فنال «52» رياحها المزكوم
فقال له الشعبى: فأشعر منك الذى يقول «53» :
وأدكن عاتق جحل سبحل «54» ... صبحت براحه شربا كراما
من اللائى «55» حملن على الروايا «56» ... كريح المسك تستلّ الزّكاما
فقال له الأخطل: من يقول هذا يا شعبى؟ قال: الأعشى. فقال: قدّوس قدوس، فعل الأعشى بأمهات الشعراء.
حدثنى إبراهيم بن محمد العطار، عن الحسن بن عليل العنزى، قال: حدثنا إسماعيل بن أبى محمد، قال: أخبرنى أبى- يعنى أبا محمد اليزيدى- قال: تذاكر