ويوم كإبهام القطاة محبّب ... إلىّ هواه «44» غالب لى باطله

رزقنا به الصّيد الغرير ولم نكن «45» ... كمن نبله محرومة وحبائله

فيالك يوما خيره قبل شرّه «46» ... تغيّب واشيه وأقصر عاذله

فقال: ويله! وما ينفعه خير يؤول إلى شر؟ قلت له: هكذا قرأته على أبى عمرو.

فقال لى: صدقت، وكذا قاله جرير؛ وكان قليل التنقيح مشرّد الألفاظ؛ وما كان أبو عمرو ليقرثك إلا كما سمع. فقلت: فكيف كان يجب أن يقول؟ قال: الأجود له لو قال «47» :

فيا لك يوما خيره دون شرّه

فاروه هكذا؛ فقد كانت الرواة قديما تصلح من أشعار القدماء. فقلت: والله لا أرويه بعد هذا إلا هكذا.

حدثنى محمد بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا محمد بن موسى البربرى، قال: حدثنا محمد بن سلام «48» ، قال: حدثنا أبو الخطاب الزّرارى، قال: حدثنى أبى، قال: كان جرير ينشد أبياته «49» :

فما «50» شهدت يوم النّقا «51» خيل هاجر ... ولا السّيد إذ يبطحن بالأسل «52» السمر

ولا شهدت يوم الغبيط «53» مجاشع ... ولا نقلان الحىّ «54» من قنّتى «55» نسر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015