عمى، ثم يقول: لو شئت ساقكم، أما لو قال: لو شاء ساقكم لأصاب، ولعلّى كنت أفعل.

قال: وقال أبو عبيدة: ومما يعدّ على جرير قوله «14» :

أتوعدنى وراء بنى رياح ... كذبت لتقصرنّ يداك دونى

فقال له بنو كليب: ما هجانا أحد قط أشدّ مما هجوتنا به حين استوى لك أن تقول وراء بنى كليب، فرغبت عن آبائك إلى أعمامك.

أخبرنى محمد بن أبى الأزهر، قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوى، قال: حدثنى عمارة بن عقيل، قال: لما بلغ الوليد قول جرير:

هذا ابن عمى فى دمشق خليفة ... لو شئت ساقكم إلىّ قطينا

قال الوليد: أما والله لو قال: لو شاء ساقكم لفعلت ذلك؛ ولكنه قال: لو شئت؛ فجعلنى شرطيّا له.

أخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا الرياشى، قال: حدثنا محمد سلام، قال: قال سلم بن قتيبة: يا بنىّ ارووا ما هجانا به الفرزدق، ولا ترووا ما مدحنا به جرير. يريد قول الفرزدق:

أتاك ورحلى بالمدينة وقعة ... لآل تميم أقعدت كلّ قائم

وقول جرير «15» :

أباهل ما أحببت قتل ابن مسلم ... ولا أن تروعوا قومكم بالمظالم

أباهل قد أوفيتم من دمائكم ... غداة قتلتم رهط قيس بن عاصم

أخبرنى محمد بن يحيى، قال: كان بعض المجانين يتعصّب للفرزدق، فقال له إنسان مرة: أتعيب جريرا؟ ما أحسن ما قال صاحبك فى المدح «16» :

وما مثله فى الناس إلا مملّكا ... أبو أمه حىّ أبوه يقاربه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015