قال: وكان رجلان من العرب أخوان ربما مكثا عامّة يومهما لا يتكلمان. قال: ثم يقول أحدهما «ألا تا» ؛ يريد ألا تفعل. فيقول صاحبه: «بلى فا» ، يريد فأفعل.

وليس هذا بكلام مستعمل [7] فى كلامهم.

أخبرنى محمد بن العباس، قال: حدثنا محمد بن يزيد النّحوى، قال: حدثنى الجرمىّ، قال: قال الخليل بن أحمد: رتّبت البيت من الشّعر ترتيب البيت من بيوت العرب الشّعر- يريد الخباء- قال: فسمّيت الإقواء ما جاء من المرفوع فى الشعر والمخفوض على قافية واحدة؛ كقول النابغة «77» :

عجلان ذا زاد وغير مزوّد «78»

ثم قال:

وبذلك خبّرنا الغراب الأسود «79»

قال: فيروى أن النابغة فهّم ذلك فغيّره.

قال: وإنما سميته إقواء لتخالفه؛ لأن العرب تقول: أقوى الفاتل إذا جاءت قوة من الحبل تخالف سائر القوى. قال: وسميت تغيّر ما قبل حرف الروىّ سنادا من مساندة بيت إلى بيت إذا كان كلّ واحد منهما ملقى على صاحبه ليس مستويا كهذا، ومثل ذلك من الشعر «80» :

فاملئى وجهك الجميل خموشا

ثم قال:

وبنا سميت قريش قريشا

قال: وسميت الإكفاء ما اضطرب حرف رويّه، فجاء مرة نونا ومرة ميما ومرة لاما؛ وتفعل العرب ذلك لقرب مخرج الميم من النون، مثل قوله «81» :

طور بواسطة نورين ميديا © 2015