ما تزال الكونفوشيوسية ماثلة في النظم الاجتماعية في فرموزا أو (الصين الوطنية) .
انتشرت كذلك في كوريا وفي اليابان حيث درست في الجامعات اليابانية، وهي من الأسس الرئيسية التي تشكل الأخلاق (*) في معظم دول شرق آسيا وجنوبها الشرقي في العصرين الوسيط والحديث.
حظيت الكونفوشيوسية بتقدير بعض الفلاسفة الغربيين كالفيلسوف ليبنتز (1646 - 1716م) وبيتر نويل الذي نشر كتاب كلاسيكيات كونفوشيوس سنة 1711م كما ترجمت كتب الكونفوشيوسية إلى معظم اللغات الأوروبية.
ويتضح مما سبق:
أن الكونفوشيوسية ليست ديناً (*) سماوياً معروفاً. وقد تتضمن بعض تعاليمها دعوة إلى خلق حميد أو رأي سليم أو سلوك قويم، ولكنها ليست مما يتقرب إلى الله به: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} . وهي تماثل البوذية والهندوسية وغيرها من الأديان الباطلة.
وعموماً فقد جبَّ الإسلام ما قبله من الأديان (*) {إن الدين عند الله الإسلام} . وللحق فليس هناك ما ينفي أو يثبت ابتعاث رسول معين إلى الشعوب الأخرى ودعوى ذلك لا تخلو من الحدس والتخمين والقرآن الكريم يقول: {ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك} .
وقد كان المزج المحكم بين الفلسفة الخلقية والتعاليم الدينية على أتم وضوح في الكونفوشيوسية وصاحبها كونفوشيوس الذي لم يكن رسولاً (*) مبعوثاً ولا مدعياً لرسالة.
مراجع للتوسع:
- الحوار، كونفوشيوس فيلسوف الصين الأكبر، ترجمة محمد مكين - المطبعة السلفية - القاهرة - 1354هـ.
- كونفوشيوس: النبي الصيني، د. حسن شحاتة سعفان - مكتبة نهضة مصر.
- الملل والنحل للشهرستاني، الطبعة الثانية - دار المعرفة - بيروت. انظر الذيل الذي هو من تأليف محمد سيد كيلاني صفحة 19.
-محاضرات في مقارنات الأديان، محمد أبو زهرة مطبعة يوسف - مصر.