يلقب ببطريرك (*) أنطاكية وسائر الشرق؛ ذلك لأنه مستقل عن سائر البطاركة الشرقيين، كما تخضع لإدارته مطارنة وأبرشيات (*) وجمعياتٌ (*) رهبانية (*) مختلفة.
عندما استرد صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس غادر الملك غوي دي ليزنيان إلى قبرص فتبعه جمهور كبير من الموارنة، لوقوفهم إلى جانب الصليبيين إبان الاحتلال، مستوطنين هناك الجبل الذي يقع شمالي نيقوسيا.
لقد فرَّ كثير من الموارنة من لبنان بسبب الحروب والهجرة فوصلوا إلى تكريت وغيرها من المدن بين دجلة والفرات منذ القرن الثاني والثالث عشر، كما ذهب بعضهم تجاه سوريا الداخلية مستوطنين دمشق وحلب، وفريق ذهب إلى القدس وهبط بعضهم الآخر إلى مصر ورودس ومالطة، وهاجر آخرون إلى أمريكا وأفريقيا واندونيسيا وما يزال أغلبهم يعيشون في لبنان ولهم أكبر الأثر في توجيه السياسة اللبنانية المعاصرة.
ويتضح مما سبق:
أن المارونية طائفة من النصارى الكاثوليك الشرقيين، الذين كانوا دائماً على خلاف مع معظم الطوائف الأرثوذكسية، لأنهم يقولون بأن للمسيح (*) طبيعتين ومشيئة واحدة، وهم يتخذون من لبنان مركزاً لهم، وقد أعلنوا طاعتهم لبابا (*) روما عام 1182م، وقد تعاونوا مع الفرنجة إبان الحروب الصليبية، ومنذ عام 1943م تم الاتفاق بين المسلمين والنصارى (*) في لبنان، على أن يكون رئيس الدولة مارونياً.
مراجع للتوسع:
- النصرانية والإسلام، المستشار محمد عزت إسماعيل الطهطاوي - مطبعة التقدم - مصر - 1977م.
- محاضرات في النصرانية، محمد أبو زهرة - ط3- مطبعة يوسف - مصر - 1385هـ/ 1966م.
- أضواء على المسيحية، محمد متولي شلبي - نشر الدار الكويتية - 1387هـ/1968م.
- تاريخ لبنان، د. فيليب حتى -ط2- دار الثقافة- بيروت - 1972م.
- خطط الشام، محمد كرد علي-ج6-ط2- دار القلم - بيروت - 1391هـ/ 1971م.
- مقارنة الأديان "المسيحية"، د. أحمد شلبي- ط5-النهضة المصرية - القاهرة- 1977م.
- تاريخ الطائفة المارونية، اسطفان الدويهي - طبع بيروت - 1890م.
- التواريخ القديمة من المختصر في أخبار البشر، لأبي الفداء - نشر فليشر - ليبسغ- 1831م.