(بسم الله الرّحمن الرّحيم)
الصلاة والسلام على خير خلقه، وخاتم رسله، وسيد أنبيائه، البشير النذير، السراج المنير، الطهر الطاهر، العلم الظاهر، المنصور المؤيد، المحمود، الأحمد، أبي القاسم محمد، وعلى آله الميامين، وأصحابه الطيّبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
والحمد لله الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (5) [العلق] . كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) [هود] لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ [فصلت/ 42] ، ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2) [البقرة] ، نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (102) [النحل] ، فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
(18) [القيامة] .
ولهذا تميّز الكتاب المجيد بهذا الاسم المضيء، (القرآن) ، فكان له علما، يخفق في كل قلب، ويتردّد على كل لسان، يراود كل لبّ وجنان، بروح المعاني ومهجة البيان. فالقرآن مصدر القراءة، والقراءة مصدر المعرفة، والمعرفة مصدر الحضارة، والحضارة تاج الحياة.
شغل القرآن المجيد على مر العصور والقرون، كبار العلماء في شتى علومهم وفنونهم، فاهتمّوا بحفظه، وتلاوته، وتجويده، وكتابته، وتنقيطه، ولغته، وتقعيد قواعده، وابتدعوا علوم البلاغة ليثبتوا بها إعجازه. وحفظوا لهجات