إلّا أنه ليس يستعمل، ولم يتكلّم به لأنّ هذا المثال لا يكون إلّا جميعا.

وسمعت العرب الفصحاء يقولون:

«أرسل إبله أبابيل «1» » يريدون «جماعات «فلم يتكلّم لها بواحد.

وأمّا قوله تعالى وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ [الآية 26] فانه من: «نأيت» «ينأى» نأيا» .

وقال تعالى وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) نصب لأنّه جواب للتمني «2» وما بعد الواو كما بعد الفاء، وإن شئت رفعت «3» وجعلته على مثل اليمين، كأن القول «ولا نكذّب والله بآيات ربّنا ونكون والله من المؤمنين» «4» . هذا إذا كان هذا الوجه منقطعا من الأول. والرفع وجه الكلام، وبه نقرأ الآية. وإذا نصب جعلها واو عطف، فكأنهم قد تمنّوا ألّا يكذبوا وأن يكونوا «5» . وهذا، والله أعلم، لا يكون، لأنهم لم يتمنّوا الإيمان، إنّما تمنّوا الردّ، وأخبروا أنهم لا يكذبون، ويكونون من المؤمنين.

وقال تعالى: أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (31) من «وزر» «يزر» «وزرا» ويقال أيضا:

«وزر» ف «هو موزور» . وزعم يونس «6» أنّ الاثنين يقالان.

وقال تعالى: قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ [الآية 33] بكسر «إنّ» لدخول اللام الزائدة بعدها.

وقال تعالى: وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015