وقتل البنات بالوأد (?) .

وبالمائدة من حيث اشتمالها على الأطعمة بأنواعها (?) .

وفي افتتاح السور المكية بها وجهان آخران من المناسبة.

الأول: افتتاحها بالحمد.

والثاني: مشابهتها للبقرة، المفتتح بها السور المدنية، من حيث أن كلا منهما نزل مشيّعا. ففي حديث أحمد:

«البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا» (?) . وروى الطبراني وغيره من طرق: «أن الأنعام شيّعها سبعون ألف ملك» . وفي رواية:

«خمسمائة ملك» (?) .

ووجه آخر، وهو: أن كل ربع من القرآن افتتح بسورة أولها الحمد. وهذه للربع الثاني، والكهف للربع الثالث، وسبأ وفاطر للربع الرابع.

وجميع هذه الوجوه التي استنبطتها من المناسبات بالنسبة للقرآن كنقطة من بحر.

ولما كانت هذه السورة لبيان بدء الخلق، ذكر فيها ما وقع عند بدء الخلق، وهو قوله تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [الآية 54] .

ففي الصحيح: «لما فرغ الله من الخلق، وقضى القضية، كتب كتابا عنده فوق العرش: إنّ رحمتي سبقت غضبي» (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015