كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (108) .

شبهتهم الرابعة على التوحيد والنبوة الآيات [109- 117]

ثم قال تعالى: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (109) فذكر أنهم أقسموا به جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمننّ بها، ثم أجابهم بأنه يعلم أنهم لا يؤمنون بها إذا جاءتهم وإن وقع ذلك الحلف منهم، وأنه لو جاءهم بها تتحوّل أفئدتهم وأبصارهم عنها كما تحوّلت عن الآيات التي تتلى عليهم، وأنه لو أجابهم إلى ما يطلبون وزاد عليه بأن حشر عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلّا بمشيئته، فلا وجه لهم في تعليق إيمانهم على تلك الآيات التي يقترحونها ثم ذكر سبحانه أنه كذلك جعل لكل نبيّ عدوّا من شياطين الإنس والجن، يزخرف بعضهم إلى بعض بمثل ما زخرف المشركون بقسمهم، ليخدعوا بذلك من ينخدع بهم ثم ذكر أن الدليل على صدقه قد كمل بحكمه به، وهو الحكم الذي لا يطلب بعده حكم، كما كمل بشهادة المؤمنين من أهل الكتاب به، فلا يصحّ أن يلتفت بعد ذلك إلى ما يطلبونه من تلك الآيات، وقد تمّ حكم الله بذلك صدقا وعدلا ثم ذكر أنه لا يصح له بعد ذلك أن يطيعهم فيما يقترحون من طلب الآيات، وأنه إن أطاعهم في ذلك يضلّونه عن سبيل الحق ولا يصل إلى ما يريده من إيمانهم، لأنهم لا يتّبعون إلا الظنّ وإن هم إلّا يخرصون إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) .

إبطال بدعة لهم في الحلال والحرام الآيات [118- 123]

ثم قال تعالى: فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ (118) فانتقل إلى إبطال بدعة لهم في شركهم، وهي تحليل ما لم يذكر اسم الله عليه من الميتة ونحوها تنويعا لضروب الكلام، وتصريفا لفنون الجدال، وكانوا يقولون للمسلمين:

إنكم تعبدون الله، فما قتله الله أحقّ أن تأكلوه ممّا قتلتموه أنتم. فأمر المسلمين أن يعرضوا عن قولهم ويأكلوا ممّا ذكر اسمه سبحانه عليه ثم ذكر لهم أنه قد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015