نزلت سورة النّاس، بعد سورة الفلق، وقد نزلت سورة الفلق، فيما بين ابتداء الوحي والهجرة إلى الحبشة، فيكون نزول سورة النّاس، في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أولها: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (?) وتبلغ آياتها ست آيات.
الغرض من هذه السورة، تخصيص الله تعالى بالاستعاذة أيضا، وقد كانت السورة السابقة في تخصيصه بالاستعاذة من الشرّ البدنيّ كالمرض ونحوه، وهو يكون من الناس بعضهم لبعض وهذه السورة في تخصيصه تعالى بالاستعاذة من شرّ الإغواء على المعاصي، وهو يكون من شياطين الجن والإنس وهذا هو وجه المناسبة في ذكرها بعد السورة السابقة، وقد افتتح القرآن بحمده تعالى في سورة الفاتحة، وختم بالاستعاذة به في هاتين السورتين، والحمد يناسب الابتداء، والاستعاذة تناسب الختام.
قال الله تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (?) فأمر النبي (ص) ، أن