المبحث الثالث أسرار ترتيب سورة «التكاثر» «1»

أقول: هذه السورة واقعة موقع العلّة لخاتمة ما قبلها، كأنه لما قال تعالى هناك: فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (9) [القارعة] . قيل: لم ذلك؟ فقال جلّ وعلا: لأنكم أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (?) .

فاشتغلتم بدنياكم، وملأتم موازينكم بالحطام، فخفّت موازينكم بالآثام ولهذا أعقبها بسورة العصر، المشتملة على أن الإنسان في خسر، إلّا من آمن وعمل صالحا، وتواصى بالحق وتواصى بالصبر وفي ذلك بيان للفارق بين تجارة الدنيا الفانية وتجارة الاخرة الخالدة ولهذا أعقبها بسورة الهمزة، المتوعّد فيها من جمع مالا وعدّده، يحسب أن ماله أخلده. فانظر إلى تلاحم هذه السور الأربع، وحسن اتساقها «2» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015