سورة العلق أوّل ما نزل من القرآن عند جمهور المفسّرين وذهب آخرون إلى أنّ الفاتحة هي أوّل ما نزل منه، ثمّ سورة العلق.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (?) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (2) .
وتبلغ آياتها تسع عشرة آية.
الغرض من هذه السورة: إعلام النبي (ص) بالدعوة، ليقوم بتبليغها لمن أرسل إليهم، وهي دعوة الدّين الذي ذكر في السورة السابقة، أنّه الفطرة التي فطر الناس عليها وهذا هو وجه المناسبة في ذكر هذه السورة بعدها.
قال الله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (?) فأمر تعالى نبيه أوّلا أن يقرأ ما أوحي إليه من دعوة التوحيد ليتعلّمها ثمّ أمره ثانيا أن يقرأها ليبلّغها الناس وذكر من صفاته أوّلا: أنه جلّ وعلا خلق الإنسان من علق، وثانيا:
أنه سبحانه هو الأكرم الذي كان من أهمّ نعمه على الإنسان، تعليمه القراءة والكتابة، ليهذّب نفسه ويعلّمه ما لم يعلم، ثم سجّل، على هذا الإنسان،