في قوله سبحانه: وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (4) استعارة. والمراد بسرى الليل دوران فلكه، وسيران نجومه حتى يبلغ غايته، ويسبق في قاصيته، ويستخلف النهار موضعه.
وفي قوله سبحانه: وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ (10) استعارة. والمراد وفرعون ذي الملك المتقرّم «2» والأمر المتوطّد، والأسباب المتمهّدة التي استقرّ بها بنيانه، وتمكّن سلطانه، كما تثبت البيوت بالأوتاد المضروبة، والدعائم المنصوبة. وقد مضى نظير ذلك. وقوله سبحانه: فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (13) هو من مكشوفات الاستعارة. والمراد بها العذاب المؤلم، والنّكال المرمض. لأنّ السّوط في عرف عادة العرب يكون على الأغلب سببا للعقوبات الواقعة، والآلام الموجعة.
وقال بعضهم: يجوز أن يكون معنى سَوْطَ عَذابٍ أي أوقع عذاب يخالط اللحوم والدماء، فيسوطها سوطا، إذا حرّك ما فيها وخلطه. فالسّوط على هذا القول هاهنا مصدر وليس باسم.