نزلت سورة المطفّفين بعد سورة العنكبوت، وهي آخر سورة نزلت بمكّة، فيكون نزولها بعد الإسراء وقبيل الهجرة.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (?) وتبلغ آياتها ستا وثلاثين آية.
الغرض من هذه السورة تحريم التّطفيف في المكيال والميزان، وإنذار من يفعل ذلك، بأنه مبعوث لحساب لا تساهل فيه بتطفيف أو نحوه. وبهذا سار سياقها في الترهيب كما سارت السورة قبلها، وهذا هو وجه ذكرها بعدها.
قال الله تعالى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (?) فأنذر المطفّفين بالويل وذكر سبحانه أنهم الذين يستوفون إذا اكتالوا على الناس، وإذا كالوهم أو وزنوهم ينقصون والتطفيف البخس في المكيال والميزان بالشيء القليل على سبيل الخفية ثمّ أنذرهم جلّ وعلا بأنهم مبعوثون ليوم عظيم، وبأن كتاب أعمالهم في سجّين، وهي الأرض السّفلى فإذا أتى هذا اليوم، فويل لهم