«1» إن قيل: لم قال الله تعالى في الآيتين الأولى والثانية: وَالنَّازِعاتِ وَالنَّاشِطاتِ بلفظ التأنيث، وكذا ما بعده، والكلّ أوصاف الملائكة، والملائكة ليسوا إناثا؟
قلنا: هو قسم بطوائف الملائكة وفرقها، والطوائف والفرق مؤنثة.
فإن قيل: لم أضاف الله تعالى الأبصار إلى القلوب في قوله سبحانه:
قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (8) أَبْصارُها خاشِعَةٌ (9) ، أي ذليلة لمعاينة العذاب، والمراد بها الأعين بلا خلاف؟
قلنا: المراد أبصار أصحابها، بدليل قوله تعالى يَقُولُونَ [الآية 10] . فإن قيل: لم قال الله تعالى: فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى (20) ، مع أن موسى عليه الصلاة والسلام أراه الآيات كلّها، بدليل قوله تعالى: وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ [طه/ 56] وكلّ آية كبرى؟
قلنا: الإخبار في هذه الآية عن أوّل ملاقاته إيّاه، وإنّما أراه في أوّل ملاقاته العصا واليد، فأطلق عليهما الآية الكبرى لاتّحاد معناهما. وقيل أراد بالآية الكبرى العصا، لأنّها كانت المقدّمة، والأصل، والأخرى كالتّبع لها لأنه كان يتبعها بيده، فقيل له أدخل يدك في جيبك.
فإن قيل: لم أضاف الله تعالى الليل