أقول: وجه اتصالها بالسورة التي قبلها، سورة «المرسلات» : تناسبها معها في الجمل. ففي تلك: أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (17) .
أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (20) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً (25) . إلى آخره.
وفي هذه: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (6) إلى آخره. فذلك نظير تناسب جمل:
«الضحى» و «ألم نشرح» ، بقوله تعالى في الضحى: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (6) إلى آخره. وقوله: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (?) ، مع اشتراك هذه السورة، والأربع التي قبلها، في الاشتمال على وصف يوم القيامة وأهواله، وعلى ذكر بدء الخلق، وإقامة الدليل على البعث.
وأيضا في سورة المرسلات: لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (?) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ (14) . وفي هذه السورة:
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (18) إلى آخره.
فكأن هذه السورة شرح ليوم الفصل، المجمل ذكره في السورة التي قبلها «2» .