نزلت سورة المدّثّر بعد سورة المزّمّل وكان الوحي قد انقطع بعد بدء نزوله مدّة، لم يتفق المؤرّخون عليها وأرجح أقوالهم أنها كانت أربعين يوما. وقد نزلت سورة المدّثّر بعد انقضاء هذه المدة. فيكون نزولها، فيما بين ابتداء الوحي والهجرة إلى الحبشة.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (?) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وتبلغ آياتها ستا وخمسين آية.
الغرض من هذه السورة: استنهاض النبي (ص) للدعوة، وقد اقتضى هذا أيضا إنذار المشركين بما ينتظرهم من العذاب، إذا لم يجيبوا ما يدعون إليه فكانت في هذا مثل السورة السابقة، وهذا هو وجه المناسبة في ذكرها بعدها.
قال الله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (?) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) فأمره أن ينهض للقيام بإنذارهم، ويكبّره، ويطهّر ثيابه، ويهجر الرجز، والمنّ على من يحسن