المبحث الثامن المعاني المجازية في سورة «القلم» «1»

في قوله سبحانه: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (42) استعارة. والمراد بها الكناية عن هول الأمر وشدّته، وعظم الخطب وفظاعته: لأنّ من عادة الناس أن يشمّروا عن سوقهم عند الأمور الصّعبة، التي يحتاج فيها إلى المعاركة، ويفزع عندها إلى الدّفاع والممانعة. فيكون تشمير الذيول عند ذلك أمكن للقراع، وأصدق للمصاع.

وقد جاء في أشعارهم ذكر ذلك في غير موضع. قال قيس «2» بن زهير بن جذيمة العبسي:

فإن شمّرت لك عن ساقها فويها ربيع فلا تسأم «3» وقال الاخر «4» :

قد شمّرت عن ساقها فشدّوا وجدّت الحرب بكم فجدّوا وفي قوله سبحانه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015