نزلت سورة القلم بعد سورة العلق، وكانت سورة العلق أوّل ما نزل من القرآن، فيكون نزول سورة القلم فيما بين ابتداء الوحي والهجرة إلى الحبشة.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أولها: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ (?) وتبلغ آياتها اثنتين وخمسين آية.
لمّا نزل جبريل على النبي (ص) بغار حراء، رجع إلى خديجة متغيّر الوجه، فقالت له: ما لك؟ فذكر لها نزول جبريل عليه، فذهبت به إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل، وكان نصرانيا فسأل النبي (ص) عما حصل له فأخبره، فقال له: والله لئن بقيت على دعوتك لأنصرنّك نصرا عزيزا. ووقعت تلك الواقعة في ألسنة قريش فقالوا إنه لمجنون فنزلت هذه السورة لتثبيته، وإنذارهم بالعذاب على كفرهم، وبهذا تشارك السورة السابقة في غرض الإنذار، ويظهر وجه المناسبة في ذكرها بعدها.
قال الله تعالى: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ (?) ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) فأقسم، جلّ وعلا، بهذا