نزلت سورة «المنافقون» بعد سورة الحجّ، وكان نزولها بعد غزوة بني المصطلق في السنة الخامسة من الهجرة، فتكون من السّور التي نزلت فيما بين صلح الحديبية وغزوة تبوك.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها: إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ [الآية 1] وتبلغ آياتها إحدى عشرة آية.
نزلت هذه السورة، فيما كان من مؤامرة المنافقين على المهاجرين، في رجوعهم من غزوة بني المصطلق وذلك أنهم تأمروا على إخراجهم من المدينة بعد رجوعهم إليها، وكان زيد بن أرقم قد حضر مؤامرتهم فأخبر النبيّ (ص) بها. فلمّا بلغهم ذلك ذهبوا إليه، فأنكروها على عادتهم، فنزلت هذه السورة لفضح مؤامرتهم، وتصديق زيد بن أرقم. ولا شك في أنّ سياقها، في هذا، سياق سورة الجمعة والسور المذكورة قبلها، وهذا هو وجه المناسبة في ذكرها بعد سورة الجمعة.
قال الله تعالى: إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ (?)