إن قيل: لم قال تعالى: فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ [الآية 9] والسعي: العدو والعدو إلى صلاة الجمعة، وإلى كل صلاة، مكروه؟
قلنا: المراد بالسعي القصد. وقال الحسن: ليس هو السعي على الأقدام، ولكنه على النيّات والقلوب، ويؤيّد قول الحسن قوله تعالى: وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى (39) [النجم] ، وقول الداعي في دعاء القنوت: وإليك نسعى ونحفد «2» ، وليس المراد به العدو والإسراع بالقدم.
فإن قيل: لم قال تعالى: انْفَضُّوا إِلَيْها [الآية 11] . والمذكور شيئان اللهو والتجارة؟
قلنا: قد سبق جواب هذا في سورة التوبة في قوله تعالى: وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة: 34] والذي يؤيّده هنا ما قاله الزّجّاج معناه: «وإذا رأوا تجارة انفضّوا إليها» «أو لهوا انفضّوا إليه» ، فحذف أحدهما لدلالة المذكور عليه.
وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه (إليهما) بضمير التثنية، وعليه فلا حذف.