نزلت سورة الجمعة بعد سورة الصفّ، ونزلت سورة الصف فيما بين صلح الحديبية وغزوة تبوك، فيكون نزول سورة الجمعة في ذلك التاريخ أيضا وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في الآية التاسعة منها: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ. وتبلغ آياتها إحدى عشرة آية.
الغرض من هذه السورة الحثّ على العمل بالعلم، وتوبيخ من لا يعمل بعلمه من المنافقين واليهود، ولهذا- والله أعلم- جعلت هذه السورة بعد سورة الصفّ، لأنّها توافقها وتوافق السور التي قبلها في هذا السياق.
قال الله تعالى: يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (?) ، فذكر سبحانه تسبيح ذلك له، وأنه بعث في الأمّيّين رسولا يعلّمهم ويزكّيهم، ليجمعوا بهذا بين العلم والعمل به. ثمّ ذمّ اليهود الذين يعلمون التوراة ولا يعملون بها، فجعل مثلهم في حملها وعدم الانتفاع بها، كمثل الحمار يحمل أسفارا ثمّ ذكر، جلّ وعلا، ما يتّكلون عليه في ترك العمل، وهو زعمهم أنهم أولياؤه من