إن قيل: ما فائدة (قد) في قوله تعالى: وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ [الآية 5] .
قلنا: فائدتها التأكيد، كأنه قال:
وتعلمون علما يقينا لا شبهة لكم فيه.
هذا جواب الزمخشري: وقال غيره:
فائدتها التكثير، لأن (قد) مع الفعل المضارع تارة تأتي للتقليل كقولهم: إن الكذوب قد يصدق، وتارة تأتي للتكثير كقول الشاعر:
قد أعسف النّازح المجهود معسفة ... في ظلّ أخضر يدعو هامة البوم
وإنما يتمدّح بما يكثر وجوده منه، لا بما يقلّ.
فإن قيل: لم قال عيسى (ع) كما ورد في التنزيل: وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ [الآية 6] ولم يقل محمّد، ومحمّد أشهر أسماء النبي (ص) ؟
قلنا: إنّما قال أحمد، لأنّه مذكور في الإنجيل بعبارة تفسيرها أحمد لا محمّد وإنما كان كذلك، لأنّ اسمه في السماء أحمد وفي الأرض محمد، فنزل في الإنجيل اسمه السماوي.
وقيل إن أحمد أبلغ في معنى الحمد من محمّد، من جهة كونه مبنيّا على صيغة التفضيل. وقيل محمّد أبلغ من جهة كونه على صيغة التكثير.
فإن قيل: لم قال تعالى: فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) ولم يقل