واحد غيره كذلك لا يكون كاهنا ولا مجنونا بنعمة الله تعالى؟

قلنا: معناه فما أنت بحمد الله وإنعامه عليك، بالصدق والنبوة، بكاهن ولا مجنون كما يقول الكفار.

وقيل الباء هنا بمعنى «مع» ، كما في قوله تعالى: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ [المؤمنون: 20] . وقوله تعالى:

فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ [الإسراء: 52] ويقال: أكلت الخبز بالتمر: أي معه.

فإن قيل: ما معنى الجمع في قوله تعالى: فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا [الآية 48] ؟

قلنا: معناه التفخيم والتعظيم، والمراد بحيث نراك ونحفظك ونظيره في معنى العين قوله تعالى: وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (39) [طه: 39] ونظيره في الجمع للتفخيم والتعظيم قوله تعالى:

تَجْرِي بِأَعْيُنِنا [القمر: 14] وقوله تعالى:

أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً [يس: 71] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015