سورة «ق» سورة مكية آياتها 45 آية، نزلت بعد سورة «المرسلات» .
كان (ص) يخطب خطبة الجمعة بسورة «ق» حتى قالت النساء: ما حفظنا سورة «ق» إلّا من خطبة النبي (ص) بها وهي سورة تحمل أصول التوحيد وتلفت النظر الى دلائل القدرة في خلق السماء والأرض وآثار الله الملموسة في إنزال المطر وإنبات النبات، وترشد الى سنن الله في إهلاك الظالمين، واستحقاق الوعيد للمكذّبين، وتجول بالإنسان داخل نفسه، وتستعرض مشاهد القيامة وجزاء المتّقين في الجنّة، وجزاء العصاة في النار.
وقد سلكت السورة في عرض معانيها أسلوبا رائعا أخّاذا، له سيطرته على النفس والحسّ، وطريقته الفذّة في هزّ أوتار القلوب.
«سورة ق سورة رهيبة، شديدة الوقع بحقائقها، شديدة الإيقاع ببنائها التعبيري وصورها وظلالها وجرس فواصلها، تأخذ على النفس أقطارها، وتلاحقها في خطراتها وحركاتها، وتتعقّبها في سرّها وجهرها وفي باطنها وظاهرها تتعقّبها برقابة الله التي