قال سبحانه: كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) .
- ما الحكمة من قوله تعالى يُوحِي والوجه الظاهر أن يقال:
«أوحى» ؟
إنما قال ذلك ليدل على أن إيحاء مثل القرآن الكريم من عادته سبحانه.
وقال: وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ [الآية 16] .
- الوجه المعهود ان يقال «حجتهم مدحوضة» ، أي ضعيفة وزالقة وزالّة وغير متماسكة، وأن يقال: «شبهتهم داحضة» ، فلم قال تعالى: حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ.
إنما قال تعالى: داحِضَةٌ ليكون أبلغ في ضعف سنادها، ووهاء عمادها، فكأنها هي المبطلة لنفسها من غير مبطل أبطلها، لظهور أعلام الكذب فيها، وقيام شواهد التهافت عليها.
وإنما قال سبحانه: حُجَّتُهُمْ ولم يقل: «شبهتهم» لاعتقادهم أنّ ما أدلوا به حجّة، ولتسميتهم لها بذلك في حال النزاع والمناقلة.
وقال جلّ من قائل: مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20) .
- لم عبر سبحانه بالحرث عن نفع الدنيا ونفع الآخرة؟