نزلت سورة «فصّلت» بعد سورة «غافر» ، ونزلت سورة «غافر» بعد الإسراء، وقبيل الهجرة، فيكون نزول سورة فصلت في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أولها: كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) وتبلغ آياتها أربعا وخمسين آية.
ترمي من هذه السورة إلى بيان الغرض من نزول القرآن، وهو التبشير بالثواب والإنذار بالعقاب، وهي بهذا تكاد تتّفق في الغرض مع السورة السابقة، وهذا هو وجه ذكرها بعدها.
وقد جمع فيها بين الأخذ بالترغيب والترهيب، والأخذ بالدليل أيضا.
قال الله تعالى: حم (?) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (2) فذكر، سبحانه، أن القرآن تنزيل منه، وأنه كتاب فصّلت آياته ليكون بشيرا ونذيرا للناس، فأعرض أكثرهم عنه وقالوا استهزاء بوعيده، كما ورد في التنزيل: فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ (5) وقد أمر النبي (ص) أن يجيبهم عن هذا بأنه بشر مثلهم، فليس له شيء من أمر عقابهم، وما