قوله تعالى: وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49) هذه استعارة. والمراد بالقاصرات الطّرف هاهنا: اللواتي جعلن نظرهنّ مقصورا على أزواجهنّ. أي حبسن النّظر عليهم، فلا يتعدّينهم إلى غيرهم.
وجيء بذكر الطّرف على طريق المجاز. وإلّا فحقيقة المعنى أنهنّ حبسن الأنفس على الأزواج عفّة ودينا، وخلقا وصونا.
وإنّما وقعت الكناية عن هذا المعنى بقصر الطّرف، لأنّ طماح الأعين في الأكثر يكون سببا لتتبّع النفوس وتطرّب القلوب، وعلى هذا قول الشاعر:
وإنّك إن أرسلت طرفك رائدا لقلبك يوما أتعبتك المناظر «2» والطّرف هاهنا واحد في تأويل