1- وقال تعالى: إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) .
والمقمح: الّذي يرفع رأسه ويغضّ بصره، يقال: قمح البعير فهو قامح إذا روي، فرفع رأسه.
ومنه شهرا قماح، سمّيا بذلك، لأنّ الإبل إذا وردت فيهما آذاها برد الماء، فقامحت.
أقول: ليقف دارس العربية وقفة طويلة على هذه الأصول البدويّة القديمة، الّتي أحالها المعربون إلى مواد أخرى، تبدو كأنّها قطعت الصلة بأصولها القديمة.
2- وقال تعالى: ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) .
قرئ: بإدغام التّاء في الصّاد، مع فتح الخاء وكسرها، وإتباع الياء الخاء في الكسر، والأصل: يختصمون، وبها قراءة أيضا.
أقول: وقد تعجب أن القراآت المشهورة تبدو أحيانا غريبة، وقد تتجاوز المألوف الشائع الّذي درجت عليه العربيّة، فتأتي أبنية غريبة كهذه الكلمة، في حين يبتعد عن الأصل الشائع.
3- وقال تعالى: إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ (55) .