نزلت سورة فاطر بعد سورة الفرقان، وقد نزلت سورة الفرقان بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء، فيكون نزولها في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أولها: الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [الآية 1] فسمّيت باسم فاطر الّذي ابتدئت به بعد ذكر اسم الحمد، ومثل هذا يكفي في تسميتها به، وتبلغ آياتها خمسا وأربعين آية.
الغرض من هذه السورة إثبات اختصاص الله تعالى بالحمد، ولهذا يدور الكلام فيها على ذكر ما يوجب حمده على الناس، ليفوزوا برضاه وينجوا من عقابه، وقد افتتحت بإثبات اختصاصه تعالى بالحمد، وتبشير المؤمنين الحامدين بفتح أبواب الرحمة لهم فاتّصل أوّلها بما جاء في آخر السورة السابقة من قطع رجاء المشركين في ربهم، لأنّ الضّدّ يدعو إلى ذكر الضّدّ.
قال الله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (?) فذكر اختصاصه بالحمد لأنه مبدع السماوات