قال تعالى: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) «2» .
هذه استعارة والمراد بقيام الساعة حضور وقتها والأجل المضروب لها.
وعلى هذا قولهم: قد قامت السوق أي حضر وقتها الّذي يتحرّك فيه أصحابها ويستمرّ بيعها وشراؤها. وعلى هذا المعنى سمّيت القيامة. وقد يجوز أيضا أن تكون تسميتها بذلك لقيام الناس فيها على أقدامهم قال سبحانه: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (6) [المطفّفين] :
فأمّا قوله تعالى في هذه السورة وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ [الآية 25] ، فمعناه أنها تتماسك بأمره في مناطاتها وتقف على مستقرّاتها، ومثل ذلك قول القائل: إنّما يقوم أمر فلان بكذا، يريد أنّه إنّما يتماسك به، وليس هناك في الحقيقة قيام يشار إليه. فأمّا قوله تعالى في هذه السورة فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً [الآية 30] ، فالمراد به اتّبع طرائق الدين قاصدا إلى سمته غير منحرف عنه إلى غيره، ومنه قول العرب: قد استقام المنسم إذا سارت الإبل في طريق واضح لا جوانح له ولا معادل فيه والمعنى قوّم وجهك على الدين اللّاحب «3» ومنهج الحق الواضح وقوله تعالى في هذه الآية دليل على أنّ الدّين القيّم راجع في