أقول: ظهر لي في اتّصالها بما قبلها، أن سورة العنكبوت ختمت بقوله تعالى: وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا [العنكبوت 69] .
فافتتحت هذه بوعد من غلب من أهل الكتاب بالغلبة والنصر، وفرح المؤمنين بذلك، وأنّ الدولة لأهل الجهاد فيه، ولا يضرهم ما وقع لهم قبل ذلك من هزيمة (?) .
هذا مع تأخيها بما قبلها في المطلع، فإنّ كلّا منهما افتتح ب (ألم) غير معقّب بذكر القرآن، وهو خلاف القاعدة الخاصة بالمفتتح بالحروف المقطّعة، فإنها كلّها عقّبت بذكر الكتاب أو وصفه، إلّا هاتين السّورتين وسورة القلم، لنكتة بيّنتها في «أسرار التنزيل» (?) .