سورة «المؤمنون» سورة مكية، آياتها 118 آية، نزلت بعد الأنبياء، وسميت سورة «المؤمنون» ، لافتتاحها بفلاح المؤمنين: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (?) .
تبدأ السورة بذكر صفات المؤمنين، ويستطرد السياق منها إلى دلائل الإيمان في الأنفس والآفاق ثم إلى حقيقة الإيمان كما عرضها رسل الله، صلوات الله عليهم، من نوح (ع) ، الى محمد (ص) ، خاتم الرسل والنبيين، وشبهات المكذّبين حول هذه الحقيقة واعتراضاتهم عليها ووقوفهم في وجهها حتى يستنصر الرسل ربّهم، فيهلك المكذّبين وينجي المؤمنين. ثم يستطرد السياق إلى اختلاف الناس بعد الرسل، في تلك الحقيقة الواحدة التي لا تتعدد. ومن هنا يتحدّث عن موقف المشركين من الرسول (ص) ، ويستنكر هذا الموقف، الذي ليس له مبرر، وتنتهي السورة بمشهد من مشاهد القيامة، يلقون فيه عاقبة التكذيب، ويؤنّبون على ذلك الموقف المريب.
وتختم السورة بتعقيب يقرر التوحيد المطلق، والتوجّه إلى الله تعالى بطلب الرحمة والغفران ... ، فهي سورة المؤمنين، أو هي سورة الإيمان بكل قضاياه ودلائله وصفاته، والإيمان موضوع السورة ومحورها الأصيل.