التشبيه بحال من يريد أن يفعل في الباني، لأنه لما ظهرت فيه أمارات الانقضاض، من ميل بعد انتصاب، واضطراب بعد ثبات، حسن أن يطلق عليه إرادة الوقوع، على طريق الاتساع.
وترد في كلامهم «كاد» بمعنى «أراد» ، «وأراد» بمعنى «كاد» . وجاء في القرآن العظيم قوله تعالى:
كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ [يوسف: 76] أي أردنا ليوسف.
وقوله سبحانه. إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها [طه: 15] معناه- على أحد الأقوال- أريد أخفيها. ومما ورد في أشعارهم شاهدا على ذلك، قول عمر بن أبي ربيعة:
كادت وكدت، وتلك خيرا إرادة لو عاد من لهو الصّبابة ما مضى (?) فقال: وتلك خير إرادة، والإشارة إلى كادت، وكدت.
وأوضح من هذا قول الأفوه الأودي (?) :
فإن تجمّع أوتاد وأعمدة وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا أي الذي أرادوا.
فأمّا قول الشاعر (?) :
يريد الرّمح صدر أبي براء ... ويرغب عن دماء بني عقيل.