1- قال تعالى: وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ [الآية 6] .
قالوا: سامه الأمر سوما: كلّفه إيّاه، وقال الزجّاج: أولاه إيّاه، وأكثر ما يستعمل في العذاب والشرّ والظلم.
وجاء في كتاب العين: السّوم أن تجشّم إنسانا مشقّة، أو سوءا، أو ظلما.
أقول: وأصل السّوم من قولهم:
سامت الناقة سوما، والسّوم عرض السلعة على البيع، والسّوم في المبايعة.
غير أن ما في لغة التنزيل هو ضرب من المجاز اللطيف وهو من لطفه، كأنه يبتعد عن الأصل.
2- وقال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [الآية 7] .
قوله تعالى: تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ، أي: أذّن ربكم، ونظير تأذّن: توعّد وأوعد وتفضّل وأفضل.
أقول: الغالب في بناء «تفعّل» مجيئه لازما، نحو تكسّر، وتحطّم، وتستّر، وغيره كثير، وهو في هذا قد يأتي مطاوعا للمتعدي، نحو: هدمه فتهدّم.
غير أنه قد يأتي متعدّيا، وليس مجيئه متعدّيا من الندور، نحو تعلّم وتعجّل، وغير ذلك.
3- وقال تعالى: ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ (14) .
أقول: والأصل «وعيدي» واجتزئ