الترجمة لغة (?): بالنظر للفظة «ترجمة» نجد أنها استعملت فى لغة العرب للدلالة على الكشف والبيان عن حقيقة اللفظ المترجم.
يقال: ترجم الكلام، بمعنى: بينه، وترجم عنه: أوضح أمره، وترجم لهذا الباب بكذا:
عنون له، وترجم لفلان: بين تاريخه وسيرته.
وعلى ذلك فقد وضعت لفظة «الترجمة» لتدل على معان عدة كلها تدور حول الكشف والبيان عن حقيقة اللفظ المترجم، ومن هذه المعانى:
(أ) تبليغ الكلام لمن لم يبلغه مطلقا- أى سواء كان ذلك بنفس اللغة أم بغيرها (?). ومنه قول الشاعر:
إن الثمانين وبلغتها ... قد أحوجت سمعى إلى ترجمان
(ب) تفسير الكلام بلغته التى جاء بها (?)، وعليه فقد قيل فى ابن عباس- رضي الله عنه: إنه ترجمان القرآن.
(ج) تفسير الكلام بلغة غير لغته، قال ابن منظور (?): «ويقال: قد ترجم كلامه: إذا فسره بلسان آخر». وفى «مختار الصحاح» (?):
«وترجم كلامه: إذا فسره بلسان آخر».
(د) نقل الكلام من لغة إلى أخرى (?)، جاء فى «الرائد»: «الترجمة: نقل الكلام من لغة إلى أخرى». وفى «المرجع» للعلايلى:
«الترجمة: النقل من لسان إلى آخر». وفى «المعجم العربى الأساسى»: «ترجم الكتاب:
نقله من لغة إلى أخرى».
ومما سبق فقد تبين لنا أن المعنى العام للترجمة هو مطلق البيان والتعبير، وإذا ما أطلقت الترجمة فلا تدل على معانى القرآن الكريم إلا بقرينة قاطعة.
يقصد بالعرف هنا: عرف التخاطب العام، لا عرف طائفة خاصة ولا أمة معينة.
وهذا العرف العام الذى تواضع عليه الناس جميعا- من القدم حيث كان العرب يترجمون كتب اليونان والرومان ويسمونها بنفس أسمائها- قد خص الترجمة بالمعنى الرابع اللغوى المذكور آنفا، وهو: نقل الكلام من لغة إلى أخرى.