أنزل الله سبحانه القرآن كتاب هداية للعالمين، وهو يعد الكلمة الأخيرة للبشرية من الله، حيث ختم الله الرسالة بنبيه محمد وانقطع وحى السماء ووصفه بأنه: رسول الله وخاتم النبيين بسورة الأحزاب.
والقرآن يشتمل على 114 سورة تبدأ بالفاتحة وتنتهى بسورة الناس أصغر سورة مكونة من 3 آيات، وأكبرها من 286 آية وهى سورة البقرة، ويشتمل على 6236 آية طبقا لرواية حفص عن عاصم، واشتملت آياته على مسائل العقيدة من توحيد ونبوات وأخبار اليوم الآخر يوم الحساب، وعلى مسائل التشريع، وعلى مسائل القيم والأخلاق التى تمثل عمود الدين وذروة سنامه، كما صيغت هذه المحاور الثلاثة فى صورة قصص الأنبياء وضرب الأمثال ووصف الإنسان والأكوان والأمر والنهى وغير ذلك.
إلا أن المتدبر فى القرآن يجد طائفة غير قليلة من الآيات القرآنية أو بعض الآية يمكن أن تعد مبدأ عاما يمثل مكونا أساسيا من عقلية المسلم، وهذه المبادئ العامة إذا جمعت فى نسق واحد ودرس ما بينها من علاقات بينية؛ لمثّل ذلك منهجا واضحا وأساسا متكاملا لتفكير المسلم سواء فى الجانب الفقهى والتشريع القانونى أو كان فى مجال الفكر والنظرة الكلية للإنسان والكون والحياة، أو كان فى مجال القيم والأخلاق على كافة المستويات، وتتبّع هذه المبادئ يساعد أيضا على بناء النموذج المعرفى الإسلامى بصورة لافتة للنظر.
كلمة مبدأ فى العربية مصدر ميمى، والمصدر الميمى يصلح للدلالة على الزمان أو المكان أو الحدث، وهذا يعنى أن كلمة (مبدأ) لغة تعنى زمان البدء أو مكانه أو نفس البدء، وكلمة (عام) تعنى الشمول لجزئيات تندرج تحتها، والمقصود بالمبدإ العام هنا: (حقيقة تهيئ الإنسان للتكليف) فالمبدأ يختلف عن مطلق الحقيقة التى كثيرا ما ينبه عنها القرآن