الصّبغ: تلوين الشيء بلون ما، والصّبغة: ما يصبغ به، وقيل: الهيئة المكتسبة بالصّبغ (?).
و (صبغة الله) وردت فى كتاب الله تعالى، فى قوله عز وجل: صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ (البقرة:
138).
وقد اختلف فى المراد من (صبغة الله) على أقوال: (?)
الأول: أن المراد دين الله؛ وذلك أن بعض النصارى كانوا يغمسون أولادهم فى ماء أصفر، يسمونه «المعمودية»، ويقولون: هو تطهير لهم. وإذا فعل الواحد بولده ذلك ..
قال: الآن صار نصرانيا. فقال الله تعالى:
صِبْغَةَ اللَّهِ وهى: الدين والإسلام، لا صبغتهم.
الثانى: أن المراد فطرة الله؛ وذلك كقوله تعالى: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ (الروم: 30).
ومعنى هذا: أن الإنسان موسوم فى تركيبه وبنيته بالعجز والفاقة والآثار الشاهدة عليه بالحدوث والافتقار إلى الخالق، وعلى هذا:
فهذه الآثار كالصبغة له والسمة اللازمة.
الثالث: أن المراد: الختان، الذى هو تطهير. أى: كما أن المخصوص الذى للنصارى تطهير لهم، فكذلك الختان، تطهير للمسلمين.
الرابع: أن المراد: حجة الله.
الخامس: أن المراد: الاغتسال لمن أراد الدخول فى الإسلام، بدلا من «معمودية» النصارى.
عن أبى عبيدة: والقول الجيد هو الأول.
الصّيحة: رفع الصوت. من صاح يصيح صيحة وصياحا، ويكون ذلك من الناس وغيرهم.
يقول تعالى: يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ (ق: 42)، وقال الشاعر:
وصاح غراب البين وانشقت العصا ... ببين كما شقّ الأديم الصوانع
(?).
والصيحة فى القرآن الكريم .. على معان:
فهى بمعنى: العذاب، كما فى قوله تعالى:
وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (هود: 67) والمراد ب الَّذِينَ ظَلَمُوا هنا: ثمود، قوم صالح عليه السّلام. وكما فى قوله تعالى: وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ والمراد، ب (الذين ظلموا) هنا: أصحاب الأيكة، قوم شعيب عليه السّلام.