- ومنها ما ادخره الله من المنقبة العظيمة، والنعمة الجليلة الجسيمة لهذه الأمة الشريفة، من إسنادها كتاب ربها، واتصال هذا السبب الإلهى بسببها خصيصة الله تعالى هذه الأمة المحمدية، وإعظاما لقدر أهل هذه الملة الحنيفية، وكل قارئ يوصل حروفه بالنقل إلى أصله، ويرفع ارتياب الملحد- قطعا- بوصله.
- ومنها ظهور سر الله تعالى فى توليه حفظ كتابه العزيز (متواترا) على ممر الدهور، منقوشا فى المصاحف والصدور (?).
- ومنها إعطاء ثروة ضخمة يسعد بها الباحثون الذين يمارسون الدراسات الصوتية واللغوية الحديثة.
- ومنها تقويم اللسان.
- ومنها شحذ الأذهان.
- إلى آخر ما تجده فى المراجع (?).
المقصود هنا مطلق القراءات، لا المتواترة فقط.
والتصور الواعى أن القراءات نوعان:
متواترة معمول بها مجمع عليها، وشاذة (?).
وهناك نظر توقف عند مظهر للقراءات، ولم يتجاوزه إلى مخبرها، فرأى أن منها القراءة المشهورة، والقراءة الضعيفة، إلى آخر ما سنذكره.
ومما يؤسف له أن هذا النظر القاصر أخرج من المتواترة قدرا كبيرا، وأدخله فى بعض الأنواع النازلة عن التواتر- وهو قول باطل.
وجريا على ما تداولته كتب علوم القرآن ونحوها من ذلك القول نذكر تلك الأنواع، لكن لا بدّ من إظهار بطلان الباطل فيها. وهى ستة:
- القراءة المتواترة: وهى العشر التى تقرر فى هذا البحث تواترها من طرقها المعروفة فى الفن تواترا شاملا لأصولها وفرشها وما اختلفت فيه الطرق فضلا عما اتفقت عليه- إلى آخر ما هنالك.
- القراءة المشهورة: وهى ما صح سندها ولم يبلغ درجة التواتر، ووافقت العربية والرسم، واشتهرت عند القراء فلم يعدوها من الغلط، ولا من الشذوذ. وحكمها: أنها يقرأ بها. هكذا قال السيوطى (?).
ومثل له: بما رواه بعض الرواة دون بعض، وقال إن أمثلته كثيرة فى فرش الحروف، وإن من أشهر ما صنف فى ذلك «التيسير» للدانى.
وهذا الذى قاله عما رواه البعض دون البعض مردود بقيام أدلة التواتر المذكورة فى