وهو أن تعتقد أن فى الشىء من نفسه معنى آخر كأنه مباين له، فتخرج ذلك إلى ألفاظه بما اعتقدت ذلك، كقوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ آل عمران: 190، فظاهر هذا أن فى العالم من نفسه آيات، وهو عينه ونفسه تلك الآيات.
وهو:
1- إما تام، وهو أن تتساوى حروف الكلمتين، كقوله تعالى: يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ الروم: 55.
2- وإما بزيادة فى إحدى الكلمتين، كقوله تعالى: وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ. إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ القيامة: 29، 30.
3- وإما لا حق، بأن يختلف أحد الحرفين، كقوله تعالى: وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ. وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ العاديات: 7» 8.
4- وإما فى الخط، وهو أن يكون مشتبها فى الخط لا فى اللفظ، كقوله تعالى: وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً الكهف: 104.
5- وإما فى السمع، لقرب أحد المخرجين من الآخر، كقوله تعالى:
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ. إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ القيامة 22، 23.
أن يؤتى بعد تمام الكلام بكلام مستقل فى معنى الأول تحقيقا لدلالة منطوق الأول، أو مفهومه، فيكون معه كالدليل، ليظهر المعنى عند من لا يفهم، ويكمل