المنبر سلّم على الناس وردّوا عليه". وسنده صحيح أيضاً.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- في "الصحيحة": استقبال الخطيب من السنن المتروكة وذكَر تحته حديث رقم (2080): "كان إذا صعد المنبر؛ أَقْبَلْنا بوجوهنا إِليه". ثمَّ ذكر بعض الآثار في ذلك منها:
أثر نافع من حديث ابن المبارك: "أنَّ ابن عمر كان يفرغ من سبحته يوم الجمعة قبل خروج الإِمام، فإِذا خرَج لم يقعد الإِمام حتى يستقبله"، وقال شيخنا: وهذا إِسناد جيد ...
وقال شيخنا كذلك -بحذف-: وهناك آثار أخرى كثيرة، أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف"، وكذا عبد الرزاق في "مصنفه" (3/ 217 - 218) من ذلك عند ابن أبي شيبة عن المستمر بن الريان قال: رأيت أنساً عند الباب الأول يوم الجمعة قد استقبل المنبر، قلت [أي: شيخنا]: وإِسناده صحيح على شرط مسلم.
وإنّ ممّا لا شك فيه أنّ جريان العمل بهذا الحديث من الصحابة ومن بعدهم؛ لَدليل قويّ على أنّ له أصلاً أصيلاً عن النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولا سيما أنَّه يشهد له قول أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: "جلس رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على المنبر وجلسنا حوله ... ". أخرجه البخاري: (921 و1465 و2842 و6427) ومسلم: (3/ 101 - 102) [وغيرهما] ".
هذا وقد أورد البخاري الحديث في "باب يستقبل الإِمام القوم، واستقبال الناس الإِمام إِذا خطب، واستقبل ابن عمر وأنس -رضي الله عنهم- الإِمام".